التسويق بالمحتوى Content Marketing
التسويق بالمحتوى او ما يعرف بـ Content Marketing هو توجه تسويقي مختلف نوعاً ما عن ما اعتدنا عليه في علم التسويق من طرق ايصال المعلومات الى المستهلكين عن المنتجات والعروض في الأسواق.
واذا اردنا تعريفه يمكننا القول انه عملية تأليف ونشر ومشاركة محتوى ما سواء أكان مكتوب او مسموع او مرئي او مصور، بهدف بناء سمعة او شهرة للعلامة التجارية او علاقة مع المستهلك من نوع آخر.
وهذا المحتوى قد يكون مادة تعليمية او وثائقية او قد تكون لتسلية المستهلك، لكنه لن يتحدث عن خصائص او ميزات المنتج ولا حتى عن عروض الشركة.
التسويق الأمس
في الفترة الأخيرة اصبحت مهمة التسويق المقاطعة، مقاطعة برنامجك او مسلسلك المفضل لعرض اعلان تجاري، مقاطعة مقالة تقرأها في مجلة لعرض اعلان مصور، حتى الأغاني في المذياع باتت تقاطع لعرض فقرات اعلانية، وبات يتدخل في اي وقت ويقطع عنك خصوصيتك عبر مكالمة هاتفية تردك من احدى مندوبي المبيعات الذي لا ينفك ان يصمت حتى ليلتقط انفاسه ويتيح لك الفرصة لتعتذر منه و تنهي المكالمة.
في الماضي كان المسوّق يعمل على المزيج التسويقي، فيقوم بتحديد نوع المنتجات واشكالها وخصائصها وميزاتها، ثم يحدد كميات انتاجها واسعارها وطرق واماكن بيعها، يصمم مزيجاً تسويقياً رائعاً و منافساً ثم يقوم بدفعه الى السوق والمستهلك ويقنعه بالشراء.
كان المسوقون في حالة عشق مع كافة وسائل التواصل، المرئية والمسموعة والمقروءة، لما توفره لهم من سرعة في التواصل مع جمهورهم من المستهلكين.
والعاملين في مجال النشر كانوا كالرجل المتزوج من امرأتان، الأولى هي القارئ الذي يسعى الناشر لتقديم مواد في اهتمامه ليستمر بشراء صحفه ومجلاته، والثانية هي المسوّق الذي يشتري المساحات الاعلانية في هذه الصحف والجرائد والذي يعتبر المصدر الأساسي وفي بعض الأحيان الوحيد لتمويل هذه المنشورات.
أما الاعلانات بذاتها فكانت رائعة بجذب الأنظار و الاهتمام لها، لكن ماذا كانت تفعل بكل هذا الاهتمام الموجه اليها من قبل المستهلكين؟
لا شيء !! نعم لا شيء، فالكثير من المستهلكين قد اعجبوا بابداع اعلانات سيارات مرسيدس مثلاً وغيرهم من شده الحماس في اعلانات سيارات BMW لكن فئة قليلة جدا منهم من كان لديها القدرة الشرائية على اقتناء تلك السيارات.
بالتالي اصبح من الضروري ايجاد طرق واستراتيجيات جديدة للاستمرار بأداء مهام هذا العلم الأكثر من رائع والبالغ الأهمية.
التسويق اليوم
اليوم اصبح التسويق مختلفاً وعلاقة المسوّق بالمستهلكين لم تعد علاقة اقناع وتأثير، بل اصبحت علاقة صداقة يدعم بها المسوّق المستهلك، فيقدم له النصح والتعليم ويقدم له التسلية والمرح.
ومع وجود شبكات التواصل الاجتماعي اصبح هناك منافسة بين الشركات للحصول على مساحة اعلانية والوصول الى عدد اكبر من الجماهير. كما انها لم تعد بحاجة لطرف ثالث يصلها بجمهورها فأصبحت تتواصل معهم بشكل مباشر. وبدلاً من دفع المال للحصول على انتباه المستهلكين لها اصبح عليها الاهتمام ببرامج الولاء للحصول على معجبين ومسجلين جدد على صفحاتها وحساباتها على مواقع التاوصل الاجتماعي.
بالعودة الى مفهوم التسويق على انه علم وفن، نلاحظ ان ماضي التسويق كان مبنياً على العلم، لكنه اليوم بحاجة الى الاكثار من الفن مع استمرار استخدام العلم.
فراس رمو
Comments
Post a Comment